أخذت لونا ابنتها الصغيرة مريم إلى صديقتها الحميمة لوسي... وإذ لمحت قارورة طيب جميلة، تركت والدتها واندفعت نحو القارورة। حاولت الأم أن تنتهر ابنتها خشية أن تكسر قارورة الطيب، لكن سرعان ما أمسكت لوسي القارورة باعتزاز شديد وهي تقول: "لقد أحضر لي زوجي هذه الزجاجة من باريس في الصيف الماضي بمناسبة عيد زواجنا". لم تُعط لونا اهتمامًا للأمر، لكن لوسي قالت لها: "أتعرفين ماركتها؟" أجابت لونا: "لا". قالت لوسي: "إنها أشهر نوع من الطيب في كل العالم، ثمنها هو..." دُهشت لونا عند سماعها للثمن، فقالت: "هل يُعقل أن تكون ثمنها هكذا؟" - هذا ثمنها مع الإعفاء الجمركي، لأنه اشتراها من السوق الحر من مطار باريس. - كيف يدفع هذا الثمن؟ - محبته وتقديره لي. - هل لي أن أشتم رائحتها؟ - آسفة، لقد فرغت تمامًا، وإنني احتفظ بالقارورة فارغة. لاحظت لوسي صديقتها لونا تحاول إخفاء تنهدها، فقالت لها: "لماذا تتنهدين يا لونا؟ هل تضايقتي لأنه دُفع ثمنًا كبيرًا في قارورة طيب وقد اُستهلكت تمامًا، ولم تبق سوى القارورة الفارغة الجميلة؟ أجابت لونا: "لا يا لوسي، أنت تستحقين أكثر بكثير من هذا الطيب.
لكن ما يحزنني أنني أخشى أن أكون كقارورة الطيب الجميلة التي بلا رائحة. حقًا أحمل اسم السيد المسيح، وأحفظ الكثير من عبارات الكتاب المقدس، وأمارس الكثير من العبادات الروحية، لكنني أتساءل: هل أحمل رائحة المسيح الذكية؟ طيب هذا العالم يُستخدم فيُستهلك، أما رائحة مسيحنا الذكية فتُستخدم لتزداد في داخلنا كما في خارجنا". هكذا تحول الحديث عن طيب هذا العالم إلى طيب المسيح العجيب. وفي ختام الزيارة وقفت لونا تصلي، قائلة: "نشكرك يا رب لأنك جعلتنا قارورة طيب إلهي سماوي! لتفح رائحتك فينا، نشتَّمها نحن، ويشتَّمها من هم حولنا، فلا تُستهلك رائحتك، بل تنتشر وتزداد. مع كل جمال سكبته فينا، هب لي ألا أكون قارورة جميلة من الخارج وفارغة. أنت تملأ حياتي بك. أنت سرّ غناي وجمالي وعذوبتي!"
تحياتي